نشرت صحيفة “بلفاست تلغراف” الايرلندية تقريرا حول فيلم يتناول المعركة التي يسميها البريطانيون “داني بوي” والتي جرت بالقرب من مدينة العمارة العراقية بين الجنود البريطانيين ومقاتلي “جيش المهدي” الذي كان يقوده مقتدى الصدر، والتي تحولت الى أحد أكبر الصراعات القضائية في بريطانيا.

وبحسب الصحيفة، فان الممثل توبي جونز يؤدي دور المحامي السابق لحقوق الإنسان فيل شاينر، وهو ايضا من بطولة الممثل أنتوني بويل الذي يؤدي دور الرقيب في الجيش البريطاني بريان وود، الذي اتهم بارتكاب جرائم حرب في العراق.

ويتتبع الفيلم الدرامي المقرر ان تعرضه قناة “بي بي سي الثانية” قريبا، الرجلين وهما يتنافسان في صراع أدى إلى أحد أكبر التحقيقات العامة في بريطانيا.

وتشير الصحيفة الى ان الفيلم يرصد التأثيرات التي حلت على حياة الرقيب وود وعلى افراد عائلته. وفي مشهد في الفيلم، بحسب الشريط الدعائي الموزع، يطرح الممثل بويل تساؤلات حول أفعاله خلال الحرب ثم يوجه سؤالا لابنه قائلا “هل تعتقد انني أبدو كقاتل بالنسبة اليك؟”. وفي الوقت نفسه، يقول الممثل بويل “الجنود البريطانيون يفلتون بجرائمهم”.

وكان الرقيب وود ضمن قوة بريطانية خلال معركة “داني بوي” التي وقعت قرب مدينة العمارة في ايار/مايو 2004، عندما وقع اشتباك مع نحو مئة مسلح من قوات “جيش المهدي”، ووصف بأنه أعنف مواجهة عسكرية تخوضها القوات البريطانية خلال مرحلة احتلال العراق.

وفجرت المعركة العسكرية أطول صراع قضائي في بريطانيا استمر 13 سنة. وتلقت القوة البريطانية أوامر بسحب جثث 20 قتيلا من العراقيين ونقلها الى معسكر مجاور الى جانب تسعة أسرى من جيش المهدي، اعلنوا لاحقا انهم تعرضوا الى معاملة سيئة، وانهم سمعوا اصوات تعذيب واعدام رفاقهم، ومن بينهم الشاب حامد السويدي الذي أكد عمه انه قتل داخل المعسكر البريطاني، وليس خلال الاشتباك مع البريطانيين.

ونال الرقيب وود، الى جانب اربعة جنود آخرين، ميداليات تقديرية على دورهم في “معركة داني بوي”.

وأخرج الفيلم سام ميلر الذي نقلت الصحيفة عنه قوله ان “الفيلم يشكل بحثا صريحا ودقيقا في تسلسل مضطرب من التاريخ الحديث تهدد جميع المعنيين”. واضاف ان “الأسئلة الحميمة التي أثيرت حول طبيعة التجنيد والتداعيات السياسية لم تكن أبدا أكثر بصيرة”.

وانتهت المعركة القضائية في 17 ديسمبر/كانون الاول 2014، وبلغت كلفتها المالية 31 مليون جنيه استرليني، وتوصلت الى تبرئة الجنود البريطانيين من تهمة قتل الاسرى، ومن تهم تشويه جثث القتلى، وان شهادات الاسرى حول هذه التهم، ليست صحيحة. لكن التحقيق توصل الى ان جنودا بريطانيين اساءوا معاملة تسعة أسرى عراقيين وانما ليس بشكل متعمد.