كي برس /  جبار بجاي – واسط

 

في غضون الايام الماضية نجحت كوادر وزارة الموارد المائية في تمرير موجة فيضانيه عالية جداً الى منخفض الثرثار عن طريق قناة التمرير في سدة سامراء التي تبلغ طاقتها القصوى عشرة آلاف متر مكعب في الثانية.

ووصلت تلك الموجة الى 9350 متر مكعب في الثانية وكانت هناك مسافة قليلة جداً تفصل سطح الماء عن الارتطام بالجسور الخرسانية للقناة ” الكريدرات ” لكن لله الحمد كانت الاجراءات رائعة جداً ومُسيطر عليها تماماً من قبل كوادر الوزارة التي سجلت حتى الآن نجاحاً كبيراً في السيطرة على حجم الفيضانات والسيول وإدارة ملف الازمة بشكل مثالي من حيث التحكم والسيطرة.

مع استمرار تلك الموجة التي خلّفت أضراراً في بعض مناطق صلاح الدين وقرب بلوغ الثرثار طاقته الاستيعابية وتوقعات باستمرار هطول الامطار في المناطق الشمالية وأيضا استمرار إطلاقات سد الموصل وإرتفاع مناسيب منابع دجلة كالزاب الاعلى والزاب الاسفل ، من المفترض أن يتم، اليوم الجمعة ، زيادة إطلاقات سدة سامراء باتجاه بغداد ومعها يرتفع منسوب النهر بمقدار ثلاثة أمتار مما عليه الآن لتمضي الموجة نحو سدة الكوت التي لاتزال تستقبل كميات المياه المتدفقة من نهر ديالى وأيضاً من مؤخر سدة سامراء.

حتى هذه اللحظة، الموقف العام لنهر دجلة ضمن حدود محافظة واسط ابتداء الحدود الشمالية للمحافظة وانتهاء بقرية الوالدة المحاذية لقضاء علي الغربي في ميسان، مطمئن خاصة مع استمرار خليه الازمة في واسط بمراقبة ومتابعة النهر على مدى 24 ساعة، وأيضا قيام كوادر وشركات وزارة الموارد المائية بتدعيم وتمين الاكتاف التي تحتاج ذلك في عدة مناطق منها شمال قضاء الصويرة وفي قضاء الزبيدية وبجهد مميز واستثنائي وعمل منتظم ضمن قواطع ومسؤوليات محددة وهذا يحسب لإدارة خلية الازمة في المحافظة والى كوارد الوزارة.

البدء بزيادة إطلاقات مؤخر سدة سامراء اعتباراً من اليوم جعل خلية الازمة في واسط تزيد من الاجراءات الاحترازية على عمود نهر دجلة وتكثيف المراقبة وعمليات التدعيم لكن الاهم في واسط سيتم اعتباراً من اليوم قطع وتفكيك جسري ” برينج ” في قضاء العزيزية وجسر ” الاحرار ” العائمين من قبل كوادر مديرية طريق وجسور واسط.

الخطوة الاولى ستكون من جسر برينج ( بطول 230 متر وعرض أربعة أمتار و80 سم ) الذي تم قطعه بالفعل تمهيداً للتفكيك، لكن وضع جسر الاحرار بطول ( 215 متر وعرض خمسة أمتار ) أفضل من سابقه وأمام مديرية طرق واسط مدة يومين لإنجاز أعمالها قبل وصول الموجة .

هناك إجراء جديد من نوعه ستعتمده طرق وجسور واسط لعملية تفكيك الجسرين، هذا الاجراء يختصر عامل الوقت في التفكيك والتركيب ويحافظ على هيكل الجسر.

يعتمد الاجراء الفني الجديد، فتح الجسر من قواعده من الجانبين وربطه بحبال ستيل ليكون حراً بالحركة، يرتفع مع ارتفاع المنسوب وينخفض في حال عودة المناسيب الى طبيعتها لكنه يبقى طوال فترة صعود المنسوب خارجاً عن الخدمة.

اما وضع نهر الغراف التي يتغذى من مقدم سدة الكوت حصلت فيه زيادة واضحة في المناسيب وتم معالجة بعض الاكتاف الرخوة أو المعرضة للانهيار أعلى ناظم رقم 1 ( مابين مقدم الغراف وحتى جنّابية الحي ) وما بين ناظمي رقم 1 و2 وكذلك جنوب ناظم 2 .

ضمن حدود محافظة واسط الغراف مراقب بشكل جيد من قبل خلية الازمة وهناك أعمال مستمرة لتعلية وتمين بعض الاكتاف تحسباً للزيادة المتوقعة في المنسوب.

وفي الغراف أيضا هناك ارتفاع كبير للمنسوب سجله الاهالي جنوب ناظم رقم 2 وتحديداً قرب ناظم الخريج لكن هذا يقع ضمن حدود قضاء الفجر بمحافظة ذي قار ومن المؤكد أن الفرق المتخصصة هناك قامت بإجراءات المعالجة.

من المفيد التذكير أن موجة السيول الايرانية باتجاه واسط انحسرت كبيراً ولاتوجد اي مخاوف فيما تسير الامور طبيعية جداً ومُسيطر عليها بصورة تامة.