كي برس/ مقالات ـ  رقيب عبد الرحمن محمد

 

 

 

بلا شك إن الماء هو أهم عصب في الحياة وطالما حصلت معارك قاسية بين الشعوب والجماعات السكانية من اجل السيطرة عليه وقد ذكره الجليل عز من قال في محكم كتابه فجعله مصدر لكل شيء حي وإذا انعدم في بقعة من ارض ما غابت الحياة عنها ولهذه الأهمية جعل كميته تغطي ثلاثة أرباع الكرة الأرضية ووفره للبشرية بعدة طرق ووفره في كل مكان تقريبا وحتى الصحراء متوفر فيها الماء أما من خلال الأمطار أو من خلال الآبار إلا ما ندر منها ولمن يدرك هذه الأهمية يجب عليه البحث في كيفية استخدامه وتقنينه والحفاظ عليه لحاجته الماسة في كل وقت ولأنه يدخل في كل جهد لحياة كافة المخلوقات.

 

في منطقتنا العربية لا توجد مياه عذبه صالحة للاستخدام تقريبا في انهار دائمة الجريان إلا في ثلاثة منها رئيسية مهمة دائمة الجريان هي دجلة والفرات والنيل وهي مع شديد الأسف تنبع من غير الأراضي العربية فدجلة والفرات موضوع بحثنا ينبعان من تركيا ولدجلة الذي يبدأ من الأراضي التركية روافد تصب فيه معظم كميات مائه من إيران والفرات أيضا منبعه من الأراضي التركية وتتقاسمه ثلاث دول تقريبا بالتساوي مع فارق ليس بالكبير لصالح العراق وهما من الموارد المجانية ويمكن استخدامهما في مختلف المجالات مجانا إلا في عملية النقل من النهر إلى أي مكان آخر في مناطق محدودة وهي شبه مجانية تقريبا وقد من الله على الشعب العراقي أن جعل في أرضه خزانات في الغالب يمكن استخدامها لجمع الماء الفائض والإنقاذ من خطر الفيضانات التي أصبحت مستبعدة ثم إعادتها إلى حوض النهر بشكل طبيعي سلس في اغلب الأماكن وحتى ما يقع دون مستوى النهر كما هو الحال في الثرثار والرزازة يمكن إعادته إلى حوض الفرات عند الحاجة بإمكانيات بسيطة وغير مكلفة بالقياس إلى أهميته واستخداماته خصوصا في الزراعة وفي توليد الطاقة الكهربائية.

 

معظم دول العالم نظمت اتفاقيات بينية حسب المواثيق الدولية المتفق عليها في تقسيم المياه بينها على اعتبار انه هبة الله إلى البشرية دون تمييز أو تفضيل حسب الحجم السكاني وفي الغالب بالتناسب بينها على أساس المسافة التي يقطعها في ارض كل بلد واحتراما للحاجة الإنسانية لهذا المورد الذي يتحكم في حركة السكان كما يتحكم في اقتصاد كل بلد بنسبة كبيره مع وجود حالات شاذة لا يمكن اعتمادها للقياس عليها ولها ظروفها الخاصة ولكن مع تطور أسلحة البشر وحركة السباق من اجل السيطرة على الآخر بدأت معظم الدول تنحى إلى اتجاه آخر في المساومة من اجل اكتساب المزيد من المصالح حتى كادت بعض دول المنابع تبيعه على غيرها مع ملاحظة استخدامه في بعض المناطق التي تسمح تضاريسها في إنتاج الطاقة الكهربائية لذلك عمدت معظمها إلى إنشاء السدود العملاقة وبدأت تتحكم في سير مجاري الأنهار واستخدامها كسلاح يقوي المواقف السياسية إذا وضعنا في اعتباراتنا كما في الحالة العراقية عدم تماسك الحكومة بالكيفية المطلوبة وطبيعة علاقاتها مع دول الجوار الثلاث التي يمر بها حوضي دجلة والفرات .