كي برس/ بغداد

 

 

 

أثار بيان حزب الدعوة، اليوم الخميس، موجة من ردود الأفعال الغاضبة حينا والساخرة في حين أخرى لسياسيين، فضلا عن إثارته للأوساط الشعبية وللرأي العام والشارع العراقي الذي عبر عن استهجانه وامتعاضه الكبير إزاء هكذا بيانات، مُتناسية الأنهر الحمر التي روت أرض العراق بجريرة تشبث الأحزاب بالسلطة، وما تبعه من استحواذ لجهلاء، لا يفقهون “لا ألف ولا ياء” لقيادة الدولة وإدارتها.
البيان الذي أصدره “حزب الدعوة” كان يحصي إنجازات الحزب في 13 عاما من المشاركة في الحكومات التي تلت تغير النظام السياسي في العراق، وقاد 3 حقب ابتداءً من حقبة إبراهيم الجعفري، مرورا وانتهاءً بحقبتي نوري المالكي الأولى والأخيرة، حينما سقط ثلثا العراق في يد الجماعات الإرهابية وخزانة خالية من الأموال، حالت دون إقرار موازنة عام 2014.
وتعددت وتنوعت إنجازات “حزب الدعوة” وفق بيانه المنشور والموقَّع تحت اسم “الاعلامي وليد الحلي”، المعروف بأحد صقور الحزب (الكنية التي تطلق على قيادييه)، حيث طرح “الحلي” 18 إنجازا لحزبه لن ينساها التاريخ إطلاقا..

والإنجازات هي:
1. المشاركة الوطنية في الحكومات الوطنية
2. التعاون لتحقيق الإنجازات
3. تحقيق إرادة الشعب في الحكم
4. الحفاظ على وحدة العراق وسيادته
5. تخليص العراق من آثار الحروب العدوانية التي شنها النظام السابق
6. إنهاء الاحتلال الأجنبي
7. استقرار الوضع الأمني
8. دعم حقوق الإنسان
9. حصر السلاح بيد الدولة
10. القضاء على الفتن والتمييز بين العراقيين
11. القضاء على مصادر الإرهاب
12. رفع المستوى الاقتصادي للبلاد
13. مكافحة الفساد
14. تقوية العلاقات بين العراق ودول العالم
15. دعم الإصلاحات
16. إنهاء معاناة النازحين
17. الحفاظ على استمرار العلاقات مع الأحزاب والكيانات العراقية
18. تحقيق الأهداف التوعوية والثقافية والسياسية
إلى ذلك انتقد النائب عن تحالف سائرون رائد فهمي التقييم الذي أصدره حزب الدعوة عن إنجازاته وقال: “إن التقييم بهذا الشكل هو تقييم أحادي الجانب وغير موضوعي، ويجب إعادة النظر فيه، لأن كل حزب يقوم بنشاط سينتج عنه السلبي والإيجابي”، مؤكدا أن كل الأحزاب تتفق على أن العراق يعيش واقعا سيئا بما في ذلك حزب الدعوة.
وأضاف فهمي أن “هناك فرقا كبيرا بين أن تساهم بالحكم وبين أن تكون أنت الحاكم الفعلي للبلد، وحزب الدعوة هو من كان يحكم العراق ولمدة 13 عاما”، مبينا أن “رئيس الوزراء كان من حزب الدعوة وهو من يتحمل مسؤولية ما حدث في البلد من إخفاقات أمنية واقتصادية وفساد مالي وإداري”.
ولفت إلى أن “الإشكالية تكمن بعدم النظر إلى التجربة بموضوعية والتوقف عند الأخطاء، وإذا نفينا وجود هذه الأخطاء فهنالك دلالة مستقبلية على إعادة إنتاج الطبقة السياسية السابقة نفسها”، مضيفا أن “كل حزب يتحمل مسؤولية تتناسب طرديا بقدر مشاركته بالحكومة، وحزب الدعوة كان يقود العراق لأكثر من عقد من الزمن”.
مستدركا بالقول: إن “استباحة الموصل تمت في زمن المالكي وحزب الدعوة فهل هذا منجز؟، سيطرة داعش على ثلثي مساحة العراق ماذا يسمى؟، خروج الأميركان من العراق يثير الجدل لهذا اليوم؛ لأننا لم نبنِ مؤسسة عسكرية تحمي البلد وتحفظ هيبته، وملفات الفساد والفقر والبطالة والإرهاب، والقائمة تطول كلها من كان المسؤول عنها؟”.
فيما تحدث لوكالتنا المحلل السياسي كاظم الشمري فقال ساخرا: “نعم بالفعل هي إنجازات تحققت بالمقلوب”، وأردف قائلا: “حزب الدعوة عاد ليرقص على جراحات العراقيين”.
وأضاف الشمري أن “على قياديي الحزب وتحديدا وليد الحلي عدم التطرق لمآسٍ تثير حفيظة العراقيين، وتعيد لهم الذاكرة السوداء، في فترة سوداء، خسر معظم العراقيين فيها أعز ما لديهم في الحياة من خسارة في الأبناء والوطن، فضلا عن خسارة حياة آمنة ومستقرة”.
وتابع أنه على أعضاء حزب الدعوة مساعدة العراقيين في نسيان واقع مظلم “كنتم أبطاله وصانعيه”.
من ناحيتهم تحدثت مجموعة من المواطنين  عن “غضبهم واستهجانهم إزاء ما سُمي بـ”إنجازات حزب الدعوة”.
المواطن (ن،م) 35 سنة قال: إن “الأجدر بأعضاء الحزب، تصحيح أخطاء الماضي والعمل على تعويض الشعب والبلد مما لحق به من دمار”، مشددا على أن “جميع الأحزاب السياسية ساهمت في ذبح الشعب والبلد، وها نحن اليوم نجني ثمار ما زرعته تلك الأحزاب”.
وطالب (ك، ف) 40 سنة حزب الدعوة بـ”الكف عن نشر هكذا أكاذيب لا تنطلي على الشعب العراقي، كونه عاصر فترة تولي حزب الدعوة حكم البلاد من عام 2005 حتى 2018″.