كي برس/ بغداد

 

 

 

اكد رئيس الجمهورية برهم صالح ان الالتزام بالدستور والثوابت الوطنية يضمن بقاء العراق موحداً.
واشار صالح في كلمة له في ملتقى السليمانية، اليوم الاربعاء، الى ان الخصوصيات الكامنة في المجتمع العراقي هي مصدر اثراء لبلدنا لا عامل تفتيت ولا تقسيم، موضحاً ان كل المؤشرات السياسية تدل على استكمال الكابينة الوزارية بما فيها الوزارات الأمنية خلال هذه الايام”.
واضاف، ان الفساد في العراق مشكلة كبيرة جداً، وهناك ما يشير بموضوعية تحوله الى ما يشبه الدولة العميقة التي تعيق بناء الدولة ومؤسساتها وفرض سيادة القانون فيها، مشدداً على ان “الفساد هو الاقتصاد السياسي للعنف والذي يديم العنف”، فان لم نستطيع القضاء على الفساد لم نستطيع القضاء على دوامتي العنف والازمة في العراق.
رئيس الجمهورية اكد ان العراق يسعى الى تقريب وجهات النظر بين الجميع مستنداً الى عمقه العربي، وان البلاد مقبلة على تحولات اقتصادية كبيرة وبدأت تخرج من الازمات، مشيراً الى ان القضاء على الارهاب لن يتم بالوسائل العسكرية فقط بل من خلال التعاون والدعم الاقليمي والدولي من كل الاطراف، مبيناً ان العراق لن يكون قاعدة عسكرية لاي دولة وعلى الجميع احترام سيادته.
وحضر فعاليات الملتقى رئيسي الوزراء السابق والاسبق وزعماء الكتل والقوى السياسية، وعدد كبير من الوزراء والمحافظين ورؤساء واعضاء البعثات الدبلوماسية في العراق فضلاً عن رؤساء دول سابقين وشخصيات عربية وعالمية والعديد من المحللين السياسيين والاعلاميين.
وفيما يلي نص الحوار الذي اجرته مينال العريبي مع الرئيس:
سيدي الرئيس شكراً لحضورك..احب اسألكم اولاً عن الموضوع الذي يشغل الكثير من العراقيين الوضع الامني، قرأنا تقريراً عن وزارة الدفاع الامريكية يقول ان تنظيم داعش يعيد ترتيب صفوفه وممكن يعيد الهجمات على العراق كيف تقييمكم للوضع الامني؟ وهل هناك معركة مع داعش او شبيهُ له؟
سيادة الرئيس: انا سعيد..اود ان اشكركم للانضمام للملتقى .. انا ليس مضيف انا الآن ضيف على السيد قوباد نائب رئيس حكومة اقليم كردستان.. واتمنى ان يكون هذا الملتقى ناحجاً كما كانت الملتقيات ناجحة في السابق.. اود ان اشير الى كثير من الاحيان يتحدثون عن العراق وكأنها الا ساحة صراعات ومشاكل، لدينا كفاءات رائعة في داخل البلد وخارجه . هذه السيدة الشابة تمكنت من تبوأ مواقع متميزة في الصحافة العربية والدولية نتمنى لك الموفقية في ذلك.
فيما يتعلق بالوضع الامني والتطورات الامنية النصر الذي تحقق ضد داعش مهم ولايمكن الاستخفاف بذلك لكن هذا النصر ميداني وعسكري فقد تم القضاء على الخلافة المزعومة وتم تحرير الساحة العراقية من تواجد داعش العسكري هناك بعض البؤر لداعش باقية على الساحة السورية.. ايضا هي في طور الانتهاء .. يجب ان نقرّ باهمية الانتصار العسكري الميداني لكن بنفس الوقت لانستخف بحجم التحدي القائم لانه لم يتم استئصال خطر الارهاب وخطر داعش استئصالا نهائيا لحد هذه اللحظة، لايزال الكثير من عناصر داعش منتشرين بين الساحة العراقية والسورية متشردين ربما يكون لهم الفرصة ليعودوا من جديد ، اضف الى ذلك وبالذات في الساحة السورية هناك تنظيمات متطرفة اعدادها بالالاف تمثل خطرا آنيا ومستقبليا القضاء على الارهاب لم يتم بالوسائل العسكرية فقط بل يتم باستمرار الجهد الاستخباراتي والامني فهذه ستكون عملية طويلة يتطلب ايضا ترتيب الاوضاع السياسية وبالذات في المناطق التي تحررت من سيطرة داعش وتمكين اهلنا في تلك المناطق من العودة الى بيوتهم، اعادة الاعمار، قضية فرص العمل، وايضا قضية الوضع الاقليمي والدولي، داعش لم ياتِ من فراغ وانما من خلال الكثير من {الشقوق} الموجودة في الوضع الدولي والاقليمي وهناك ايادي تلاعبت بهذه الآفة لكن في النهاية ادت الى كوارث في المنطقة، العراق تصدر المشهد وتصدر عملية القضاء على داعش وضحى العراقيون بالغالي والنفيس من اجل ذلك ، من القوات العراقية من الجيش الشرطة البيشمركة الحشد الشعبي قاموا بعمل مهم لايمكن الاستخفاف به، نستذكر ما كنا عليه قبل 4 او 5 سنوات الدكتور حيدر العبادي موجود ربما سيتحدث لنا في جلسته عن التجربة التي مررنا بها في هذا السياق. الانتصار تحقق بدعم اصدقائنا وحلفائنا في التحالف الدولي هذا الجهد مشكورا وهذا الجهد مهما والمهمة لم تنجز بعد ،داعش مازال ماثلا وعلينا اليقظة والجهد الاستخباري واعادة ترتيب اوراقنا واعادة النازحين الى بيوتهم.
س/ مثل ماتفضلتم هناك عناصر ادت الى ظهور داعش وللاسف لم يتم التعامل معها بشكل مطلوب مر عام على مؤتمر الكويت المهم الذي خصص 30 مليار دولار لاعادة اعمار العراق ونرى الى الان مناطق منكوبة في الموصل والانبار وصلاح الدين وغيرها وهناك عانى الكثير من الشعب اين الاعمار؟ الذي يتطلع اليه الكثير من العراقيين واين الترتيبات السياسية المطلوبة؟
واقعا اهل الموصل واهل الكثير من المناطق التي تحررت من داعش لهم ان ينتقدوا الاداء الحكومي وينتقدوا القيادات السياسية فيما يتعلق باعادة الاعمار فهذه المناطق المناظر فيها مروعة وحياة الناس بائسة والمعاناة الانسانية خطيرة ولكن ايضا كي نكون واقعيين العراق يمر بظروف عصيبة مامر به العراق ليس فقط على مر 4 او5 سنوات الماضية فيما تعلق بمحاربة داعش لكن ما قبل ذلك من استباحة الارهاب والحروب والحصار والى غير ذلك اضف الى التعقيدات السياسية في الوضع العراقي، وهناك عدد كبير من اخواني في مجلس الوزراء والقيادات السياسية واعضاء مجلس النواب، انا اريد ان أوكد بان الحكومة، وتحديدا الاخ رئيس الوزراء مصرين على ان يكون تشكيل الحكومة له اولوية اساسية وان شاء الله مع بداية الفصل التشريعي الجديد للحكومة واستكمالات تشكيل الكابينة الحكومية الذي نتوقع حسم كل المؤشرات السياسية ان تنتهي هذه الايام القليلة بما في ذلك وزاراتي الداخلية والدفاع، هكذا تؤكد المؤشرات هكذا تؤكد المفاوضات ولكن كما تعرفين هذه السياسة العراقية قديما كان لدينا نظاما دكتاتوريا القائد المفدى يقرر وينفذ مباشرة.. الان ارتضينا لانفسنا منظومة برلمانية ديمقراطية فيها الكثير من الاخذ والعطاء ولكن للاسف الشديد هذا لايرتقي الى ماهو مطلوب في التعاطي مع مشاكل الناس ومع معاناتهم وبالذات في المناطق التي تعرضت الى استباحة الارهاب واهلها لايزال يعيشون في المخيمات وبيوتهم مدمرة لكن كل المؤشرات وكل التاكيدات من الحكومة وحتى المجتمع الدولي ضرورة المضي وبسرعة عاجلة.
س/ كنتم من اكثر الناس ومازلت تتحدثون عن ضرورة محاربة آفة الفساد التي تضر بكثير المجالات في البلاد ماهي الاجراءات الحالية لمواجهة آفة الفساد؟.
سيادة الرئيس: الفساد في العراق وربما الكثير من دول المنطقة، ولكن اتحدث عن العراق هي مشكلة كبيرة جدا هناك من يشير وبموضوعية بان الفساد تحول الى مايشبه الدولة العميقة والتي تعرقل عملية بناء الدولة ومؤسساتها وعملية سيادة القانون والوئام الاجتماعي.. الفساد هو الاقتصاد السياسي للعنف والذي يديم العنف فان لم نستطيع من القضاء على الفساد لم نستطيع من القضاء على دوامة العنف ودوامة الازمة في العراق.. كل الفرقاء السياسيين يؤكدون على هذا الموضوع، المرجعية العليا في النجف تؤكد على هذا الموضوع عندما تتحدث مع المواطن في اي بقعة من هذا البلد تتحدث له عن ماهي اولويات محاربة الفساد وتوفير الخدمات ما قاله قوباد عن الحكم الرشيد والحوكمة هذه المتطلبات…….. قضية الفساد لن تعالج بالشعارات تعالج باجراءات مؤسساتية الفصل التشريعي الجديد سوف يبدأ السبت القادم. في البداية ستكون باستضافة الاخ رئيس الوزراء ورئيس مجلس القضاء ورئيس هيئة النزاهة وآخرين للحديث اساسا حول قضية واليات معالجة الفساد.. ان لن نتمكن من الفساد يقينا الفساد سيتمكن من مشرع الدولة الخادمة لمواطنيها.. اقر معك ان هذه اولوية اولى لن تكون سهلة والاستجابة للطروحات لن تكون سريعة لما يتطلع اليه المواطنون لكن املي ان نعمل بما هو واجب علينا.
س/ تحدثنا كثيرا عن التحديات التي تواجه العراق ومع الاسف هي تحديات جسيمة ولكن احب ان اسالكم ماهي بوادر الامل؟.
سيادة الرئيس: طبعا من يتعاطي الشأن السياسي في العراق ويريد ان يكون جزءا من مشروع سياسي لابد ان يكون متفائلا انا اقول كي نكون منصفين وموضوعين في تقييمنا قد نختلف في بداية الوضع في العراق هناك من يرجعها الى هذه السنة او تلك.. استطيع القول لن يكون هناك خلاف بان العراق عاش 4 عقود من المشاكل منذ سنة 79- 80 من الحرب العراقية الايرانية الى حرب الكويت الى الحصار الى 2003 الى استباحة الارهاب. 4 عقود من الزمن هذه البلد لم يعرف اي شي من الاستقرار لم يتعرض بلد الى ماتعرضه له العراق.
انا ارى الان وبعد الانتصار العسكري على داعش هناك ثقة عند العراقيين بان النجاح ضروريا وممكنا وهناك اصرار على النجاح وهناك تغيير حقيقي في المفردات السياسية في العراق اقولها وبكل صراحة وقلتها قبل ايام في التلفزيون المواطن في البصرة المواطن الشيعي في البصرة ينتقد اداء الحكومة الشيعية او الوزراء الشيعة بسبب غياب الخدمات كذلك المواطن في الموصل و الانبار ينتقد القيادات السنية وكذلك المواطن في السليمانية ينتقد الحكومة الكردية.. انا اريد ان اقول نعم ان الانتماء القومي والطائفي موجود ويبقى موجود وهو جزء من تكوينات الانسان الكل يعتز بانتمائه لكن هذه لم تعد المفردة الوحيدة التي تتحكم بسياسة العراق والمواطن.. المواطن في البصرة والمواطن في الموصل والانبار والسليمانية يتطلعون الى حياة حرة كريمة ويريدون حكومة رشيدة تكون مؤتمنة على الموارد العامة هناك اصرار من كل المكونات على ضرورة الانتصار الى مشروع عراقي يجمعنا في عراق دستوري ديمقراطي اتحادي تكون موارد البلد مسخرة بتوفير فرص العمل لشبابنا هناك تجاوز للاستقطاب الطائفي والقومي الذي عشناه في تلك الفترات.
ايضا مؤشر مهم على مايجري في العراق اكرره في الكثير من لقاءاتي معرض الكتاب الدولي في بغداد قبل اسابيع سرباغ وانا ذهبنا الى المعرض اكثر من 650 دار نشر و24 دولة مليوني زائر لمعرض الكتاب هذه بغداد التي كانت عنوانا للدمار والتفجيرات والعنف انا اقول يجب اخذ المواضيع في سياقها الصحيح هل الوضع العراقي جيد يقينا ليس في المستوى المطلوب والعراقيون يستحقون اكثر من هذا بكثير.. لكن المنحى بدأ العراق يخرج من هذا النفق من هذه الدوامة التي تحكمت بامورنا وهناك الكثير من التفاؤل الذي نلتمسه.. وكما قال قوباد التوقعات عالية من المواطنين.
نفوس العراق اليوم 38 مليون نسمة ويزداد مليونا كل سنة ونسبة 70% من العراقيين دون 30 من العمر وهناك بطالة خطيرة بين الشباب التحدي الاكبر امام العراق توفير فرص العمل لكن العراق بما يمتلكه من موارد وموقع مهم قادر على تحويل هذا الى استثمار مهم الآن العراق مقبل على تحولات اقتنصادية كبيرة وخلق فرص عمل وان يكون العراق ورشة عمل في المستقبل القريب وانها فرصة قائمة امامنا اذا احسنا الاداء والنقطة الثانية نحن نعيش في هذه البيئة والمنطقة العراق محكوم بجغرافيته محكوم بما تعاملنا به على مر تاريخنا.. العراق هي الساحة التي يتم فيها رسم التوازانات الاقليمية على مر التاريخ.. هل من الممكن ان العراق ان يكون ساحة للتوافق والتصالح بين دول المنطقة ام لا .. انا بتقديري نعم ,, هناك اختلافات كثيرة بين ايران والدول الخليجية وبين تركيا وهذا والى غير ذلك.. لكن بالرغم من تباين وجهات النظر في هذه النقطة او تلك .. الكل يجب ان يشترك بعدم السماح ان ينهار العراق، لاسامح الله انهيار العراق انهيار كل دول المنطقة والعودة الى الارهاب الكل يشترك على درجة لهذا النجاح.. وايضا الفرصة المتمثلة باعادة اعمار العراق وان يكون جسرا لاقتصاديات المنطقة من خلال ربط البنى التحتية بين العراق والخليج وتركيا بين ايران وبين البمنطقة العربية والبحر المتوسط العراق بموقعه ومحوريته يستطيع ان يضع ذلك امام المنطقة، والمنطقة الان بتوتراتها ومشاكله في تقديري الكثير من دول تبحث عن الفرص لتهدئة الموقف وتهدئة النفوس وتخفيف التوتر ..العراق هو البلد الوحيد اذا احسنا الاداء يستطيع ان يلعب ذلك الدور منطلقا من مصحلته الوطنية، كفى بنا ان نكون ساحة لصراع الاخرين ندفع من مواردنا ومن ارواح مواطنينا لانريد ان تستمر تلك الدوامة علاقاتنا مع جوارنا مهمة ..علاقاتنا مع ايران مهمة سنبني عليها لمصلحتنا ومصلحة شعوب المنطقة ومصلحة الجانبين. العراق يرتكز الى عمقه العربي والخليجي وكانت هناك لقاءات مهمة مع دول عربية مختلفة زيارة جلال الملك عبد الله الى بغداد قبل فترة زيارتي الى عمان قبل ذلك الاتفاقيات الاقتصادية التي تم توقيعها مع الكويت سائرون في ذلك الاتجاه ان شاء الله مع دول اخرى ايضا كلها مؤشر الى مايريده العراق ان يكون عنصر ترابط مع تركيا وايران والخليج نعم لاندخل في سياسة المحاور نؤكد على مصحلتنا في اعادة اعماره مصلحة البلد بان يكون عنصر التوازن في هذه المنطقة وان يكون مصلحة الاستقرار وعدم عودة الارهاب مصلحة مشتركة للكل في المنطقة والعراق قادر ان يلعب هذا الدور.