كي برس/ مقالات ـ عزيز الخزرجي
تكريم ألجّناة و المنافقين بمن فيهم البعثيين و ضباط الجيش العراقي و المخابرات و غيرهم من أعضاء الأحزاب؛ بات نهجاً عراقياً ثابتاً و قانوناً يُبرهن من خلاله المسؤول و الحاكم المتحاصص بتطبيقه هويته الخيانيّة لأسياده الحاكمين مقابل راتب ضخم و بناء بيت فخم و تحقيق مصالحه و تقاعده من خلال آلتسلط “ديمقراطيّاً” أو “توافقيا” أو “تحاصصياً” أو “تحميلياً: من قبل المستكبرين على الشعب العراقي المستضف الفاقد لبوصلة الحقّ, و هكذا كان الحال قبل وأثناء و بعد رحيل الطاغية صدام, حيث تمّ مؤخراً عقد صفقة جديدة و ربما هي الأخطر بعد 2003م بسبب العملية السياسية الفاشلة, و هي؛ تكريم 4 جناة قتلة و بآلجرم المشهود و العلني بإعفائهم عن كل الجرائم التي إرتكبوها ضد العراق و العراقيين من قتل و سبي و بيع للشرف و الدِّين و الوطن و آلخيانة العظمى و في مقدمتها تنفيذ مخطط داعش على أتمّ و أكمل وجه, برضى و سكوت و إشراف القضاة و الحكومة و مجلس النواب الفاسد, الذين كان يفترض بهم جميعاً القيام بإنتفاضة و ثورة على كل صعيد ضد هذا القرار المشؤوم و الأخطر من كل الفساد الذي حدث, حيث له تبعات مدمرة ستكمل بإدامتها حلقة البلاء و الفناء على العراق من كل حدب و صوب و ناحية و إتجاة.
لعن الله كلّ السياسيين الذين دخلوا وإتّحدوا في العملية السياسية و لم يُغيّيروا الحال بل صاروا جزءا من المحنة .. بعدما عمّقوا الجراح و نهبوا آخر دينار في خزينة الدولة المَدينَة لكلّ دول العالم, حتى أقرّوا أخيراً لأنفسهم رواتب و تقاعد و مخصصات و ضمان و أكثرهم ترك العراق للتوطن بأوربا و أمريكا و كندا, تاركا خلفه العراق مشلولا ممزقا لا يترقب فيه الحاكم و النائب و آلقاضي سوى الأقتصاص من المجاهدين الحقيقيين و تكريم فدائي صدام و البعثيين و الدواعش و من سكت أمام الظلم من التابعين, و لذلك سيبقى الظلم قائماً و تكريم الجناة و خلط الأوراق نهجاً عراقياً ثابتاً و مستمراً ما لم يفهم و يدرك و يعيّ كل عراقي خصوصاً المثقفين و الأعلاميين و السياسيين منهم مبادئ الفلسفة الكونيّة في الحكم على الأقل ثمّ يُطبّقها على نفسه قبل غيره.