كي برس/ مقالات ـ  رائد عمر العيدروسي

 

 

منذُ نحوِ إسبوعينِ ونيف , ولربما اكثر من نيف , تُرَدّد ” ودونما تَرَدُّد ” وسائل الإعلام العراقية وبكلا قطاعيها العام والخاص .! او الرسمي والأهلي , وهي تنقل عن الوكالات والصحف والفضائيات العربية ” وهذه الوسائل العربية ” تنقل عن الإعلام الغربي دونما حياديةٍ في نقل الخبر – من نواحٍ في التضخيم اوالتصغير وفقاً للسياسات والمصالح الأعلامية لأيٍّ منها – وثمّ تستنسخ الوسائل والسوشيال ميديا العراقية بطريقةٍ ببغاوية ما يثار عن عودةٍ قريبةٍ لداعش او مرادفتها ومشتقاتها , وبطريقةٍ تتضخّم عبر الإعادة والتكرار الذي لا مسوّغ له وفق كلّ الشرائع الأرضية – الإعلامية , وعلى الرغم من حدوث عملية خطفٍ وقتلٍ مشتركة في ” النخيب ” في الأيام القليلة الماضية , ومن المفترض أن قام بها الدواعش لإثبات حضورهم في الإعلام , ولربما كانت العملية من جهةٍ اخرى غير داعش سواءً اقليمية او محلية او دولية , لإجل تسميتها بأسم داعش , وذلك ما يُسرّ الدواعش بأقصى درجات الفرح والمرح .! , وأيّاً كانت الجهة التي وراء ذلك , فأنّ السياسة الإعلامية العراقية التي تنقل ” بأمانةٍ .! ” كلّ ما يُنشر ويُثار من اخبار التأجيج والتهييج عن عودة محتملة او افتراضيةٍ وكأنها تهدد الأمن الوطني او القومي للعراق ! , وكأنها ايضا ستحتل ما احتلته سابقا للموصل وسواها , ثمّ وكأنّ ” ايضاً ” أنّ القوات المسلحة العراقية عاجزة عن إبادتها ومسحها من على وجه الأرض , فهذه السياسة الإعلامية الفاشلة بنهجها وبذهنية القائمين عليها , فأنها على الأقل لا تراعي الأوضاع النفسية للمجتمع العراقي ومن زواياً متعددة , وبدلاً من أن تغدو عملية نشر ونقل تحليلات جهاتٍ ما حول قدوم وغزو الدواعش لمناطقٍ ومدنٍ في القطر .

 

 

عبر تجاهلها او عبر الإعلام الساخر منها , لزرع الطمأنينة الفكرية والسيكولوجية – السوسيولوجية الواقعية لدى المواطنين وعموم المجتمع وحتى لدى الرأي العام العربي لدى جمهور دول المنطقة على الأقل .! , ونلاحظ كذلك أنّ الإعلام العراقي يفتقد التركيز الكامل أنّ داعش تلفظ انفاسها الأخيرة في الجيب السوري القريب من الحدود العراقية , بينما يركّز هذا الإعلام البائس أنّ الدواعش وبالآلاف المؤلفة سوف يخترقون الحدود العراقية ! وكأنها خالية من كلّ قوى وقواتٍ عراقية تنتظرها على احرّ من حرارة جمر .!

إنها من سخرية الإعلام العراقي وبكلا شَقيه الحكومي والخاص وبشقوقه ايضاً , أنْ يقوم بالترويج للدواعش ومن حيث لا يدري ! , فما الذي يدري ولا يدري هذا الإعلام الفاقد للإعلام .!