بصمة برس/ اخبار العالم

 

 

 

 

يدلي المواطنون الأتراك غدًا بأصواتهم في استفتاء على تعديلات دستورية تغير النظام السياسي في البلاد من برلماني إلى رئاسي، وتركز السلطات بشكل غير مسبوق في يد الرئيس رجب طيب أردوغان.

 

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن نتائج استطلاعات الرأي قبل الاستفتاء على الدستور التركي أظهرت نسبة تأييد بـ”نعم ” تصل إلى 55%، وبينما أظهرت نتائج أخرى أن نسبة التأييد تتراوح بين 55% و60% .

 

ويتطلب إقرار التعديلات الحصول على موافقة أكثر من 50% من أصوات الناخبين “50%+1”.

 

وكان البرلمان التركي أقر مشروع التعديلات الدستورية فى يناير الماضي ، الذي تقدم به حزب “العدالة والتنمية” الحاكم.

 

وشملت التعديلات المقترحة زيادة عدد نواب البرلمان من 550 إلى 600 نائب، وخفض سن الترشح للانتخابات العامة من 25 إلى 18 عامًا.

 

وطالب کمال قلیتش دار أوغلو، زعيم حزب “الشعب الجمهوري” التركي المعارض في إطار الحملة المناهضة للتعديل الدستوري الأتراك بـ “حماية الجمهورية يدًا واحدة”، وأضاف: “دعونا نبتعد عن المغامرات التي ستفضي إلى القضاء على جمهوريتنا، وألا نغامر بمستقبل أبنائنا. لا يتوجب علينا التضحية بفرصنا المتكافئة والمساواة أمام القضاء وتحميل السلطة مسؤولياتها، الاستفتاء قد يحرمنا من كل ذلك”.

 

 

وحذر البروفيسور الأمريكي هنري باركي، المتخصص في الشئون التركية، من خروج نتيجة الاستفتاء بـ “نعم” ، مشيرًا إلى أنه في هذه الحالة سيكون مصير تركيا مثل فنزويلا. وقدَّم البروفيسور هنري باركي الذي شغل منصب المنسق الدبلوماسي لوزارة الخارجية الأمريكية في نهاية العقد الأخير من القرن العشرين، والمتخصص في الشأن التركي والأزمة الكردية، تحليلًا في جريدة واشنطن بوست حول آخر المستجدات على الساحة التركية وبخاصة الاستفتاء الذي تشهده تركيا اليوم.

 

وأكد هنري باركي أن النظام الجديد الذي يسعى أردوغان لتطبيقه لا يوجد مثيل له في العالم، موضحًا أنه نظام قائم على جمع كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في يد رجلٍ واحد. وأشار إلى أن هذا الرجل الأوحد هو رجب طيب أردوغان الذي يسيطر على الحكم منذ 2002 كرئيس للوزراء في البداية ثم رئيسًا للجمهورية.

 

وقال باركي “في حالة خروج نتائج الاستفتاء بلا، ستكون تركيا أمام مرحلة من الضبابية ستخيم على المشهد السياسي في البلاد. وفي حالة خروج نتائج الاستفتاء بنعم، ستكون تركيا أمام مسلسل تحويل مؤسسات الدولة إلى استبدادية، تحيط بها هالة من مخاطر حدوث سيناريو مشابه لسقوط فنزويلا”.

 

وأكد باركي أن تركيا تحظى بأهمية أكبر من فنزويلا قائلًا “في كلا الحالتين ستشهد البلاد أزمة لا مفر منها. فخروجها بلا، سيكون له تأثير صادم على أردوغان وأنصاره من حزب العدالة والتنمية. بل سيطرق باب البحث عن زعيم جديد”.

 

وتصاعدت الأزمة بين تركيا ودول الاتحاد الاوروبي قبيل إجراء الاستفتاء، وهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي انتقدت الجو السياسي في تركيا عقب الاستفتاء على التعديل الدستوري في ظل حالة الطوارئ في البلاد.

 

واعتبر مراقبو المنظمة أن الأوضاع في تركيا مشحونة، فيما سيجرى الاستفتاء فيها في ظل حالة الطوارئ وبقاء آلاف الصحفيين والقضاة والمعارضين في السجون