بصمة برس/ منوعات
لفت انتشار إعلان على الهواتف المنقولة انتباه كلّ من وصله فتناقله الكثيرون عبر الرسائل النصّية، إذ يدعو لترقّب أخبار “أوّل شاب لبناني حامل يتحدّث عن تجربته”.
ثلاثة رجال أحبّوا مشاركة المرأة في تعبها الناجم عن الحمل ليومٍ واحدٍ، فحملوا في بطونهم وسادات أو “حشوات أخرى” تزن بضعة كيلوغرامات، فإنتفخت “معدتهم” لتقارب “إلى حدّ ما” شكل المرأة الحامل. انطلق الشبان الثلاثة وسيم بزيع وريّان رحّال وفراس أبو غاوي، لممارسة أعمالهم اليومية وتمارينهم الرياضية وانتهى بهم الأمر بزيارة الطبيب النسائي الدكتور نبيل يونس، لمعاينة “الجنين” وشرح الأوجاع التي تعاني منها المرأة خلال فترة الحمل.
بالإجمال، تبدو الفكرة جديدة وجميلة في آن، وهي تحمل في طيّاتها رسالة تدعو إلى أهميّة مشاركة الرجل لنصفه الآخر في متاعبها، وهي نابعة من قناعة هؤلاء الشبّان بالمساواة بين الذكر والأنثى، فأحبّوا مساندتها في أوجاع الظهر وصعوبة القيام بالأعمال المنزليّة، ونزلوا إلى المظاهرات المطالبة بحقوق المرأة ونادوا مع النساء المشاركات:” طاق طاق طاقيّة، دولتنا ذكوريّة.. لا للإغتصاب.. لا للتحرّش”، في رسالة ترقى إلى تقدير الأم والمرأة والفتاة وكلّ سيّدة عاملة إستطاعت أن تنجح في عملها أو دراستها، وأن تكون تلك المربيّة الحنون لأطفالها، التي حملتهم 9 أشهرٍ في أحشائها، وانتظرت خروجهم بحبٍّ كبير وشغفٍ يُنسيها عناء آلام الظهر والغثيان والأرق، ويدفعها إلى تكرار التجربة مرّة أخرة مجرّد أن لمست رضيعها بيديها الحنونتين واشتمّت رائحته.
ورغم إجماع “الحوامل الثلاثة” على صعوبة التجربة التي عاشوها لساعاتٍ معدودة، فقد أيقن هؤلاء عمليّاً قيمة المرأة التي تُعطي الحياة، فطالبوا بمساواتها مع الرجل، ودعوها لأن تبقى قويّة وأن تقدّر نفسها ولا تتوانى في الدفاع عن حقوقها أسوة بالرجل.
في تلك الفقرة التلفزيونيّة، “حمِل الرجال” .. أحسّوا بتعب الحمل (ولو ليومٍ واحد).. نجح “وسيم” و”ريان” و”فراس” في توجيه تحيّة تقدير معنوية للمرأة اللبنانيّة .. استطاع جو معلوف استقطاب الجمهور.. ومع ذلك يبقى أنّ إحساس “المرأة الأم” بحملها، لن يعرف ميزته الإستثنائيّة سواها، مهما حمل الرجل في بطنه من أوزان.