بصمة برس/ بغداد

بعدما ضربت جائحة كورونا، العالم في عام 2020، أصبح المشهد الصحي العالمي يخيّم عليه شبح الأوبئة التي يمكن أن تؤثر في الحياة اليومية للبشر، والتي يمكن أن تمثل خطراً كبيراً على صحتهم، أو قد تسلب منهم حياتهم، لذلك فرضية “الوباء X” لأي وباء قادم في المستقبل تمثل تحدياً كبيراً للبشرية.

شبح الأمراض المجهولة بدأ يظهر بشكل “مُثير” حول العالم، بينما ننطلق في رحلة فهم مصطلح “الوباء X” الغامض، ونشرح التهديدات المحتملة التي يمثلها، ونستكشف كيفية تخطي الإنسان لذلك في المستقبل، ووضع خطة للتغلب عليه.

ما هو “الوباء إكس” (Disease X)؟

يمثل “الوباء X” مصطلحاً فرضياً، يُطلق للدلالة على وباء عالمي غير متوقع وشديد الحدة ناتج عن مسبب لم يتم التعرف عليه بعد. وصاغت منظمة الصحة العالمية هذا المصطلح للمرة الأولى في عام 2018.

وبمرور العصور أثبتت النتائج ضرورة “التحضير” لمواجهة الأوبئة، وأن الاستهانة يمكن أن تكون أعظم خطر على البشر. وعندما نستحضر “الوباء إكس” تظهر أمامنا ضرورة اليقظة، والاستثمار في البحث العلمي، والحفاظ على حالة من التأهب للتعامل بفعالية مع التهديدات الناشئة،.

ويمكن مواجهة “الوباء إكس” من خلال الخطوات التالية:

1 – استغلال التكنولوجيا

وتكمن أبرز الاستراتيجيات الرئيسية في الدفاع عن البشر ضد “الوباء إكس”، في التقنيات المتقدمة للاكتشاف المبكر للأوبئة أو الفيروسات.

ومن الجيد أن نظام الاكتشاف المبكر يعتمد على الذكاء الاصطناعي الذي يحلل أنماط البيانات، ويربط بين قدرة البشر ومستقبل مكافحة الأمراض والتعرف عليها، إلى جانب فهم التهديدات المحتملة بسرعة، كما يتيح الكشف في الوقت المناسب استجابة أكثر استباقية، مما يقلل من تأثير تفشي المرض.

2 – التعاون العالمي

مصطلح “الوباء إكس” لا يعرف حدوداً، واستجابة الإنسان للأوبئة يجب أن تكون كذلك. فالتعاون العالمي عبر الدول والشركات أمر لا غنى عنه، حيث يتجاوز الحدود السياسية لتعزيز تبادل المعلومات والموارد والخبرات.

لذلك يجب إقامة إطار تعاوني يمكن من تشكيل جبهة موحدة ضد المجهول، حيث تجمع الدول معارفها ومواردها لمحاربة انتشار المرض المحتمل “الوباء إكس”.

3 – البحث العلمي

لمواجهة “الوباء إكس”، يجب فتح سبل وقنوات قوية من العلاجات المضادة للفيروسات وتطوير اللقاحات، إذ يمهد الاستثمار في البحث والتطوير معاً، الطريق إلى اكتشافات علمية مبتكرة وعملية.

وخير مثال على ذلك، تقنية الحمض النووي الريبي المُرسل (mRNA)، والتي توفر مسارات واعدة لتطوير لقاحات سريعة التأقلم مع المسببات الدقيقة المرتبطة بأي جائحة في المستقبل لها علاقة بـ”الوباء إكس”.

4- المعرفة والتثقيف

مواجهة “الوباء إكس”، ليست مسؤولية الحكومات والمؤسسات الصحية فقط، بل يتطلب مشاركة فعّالة من الأفراد والمجتمعات.

ويصبح التعليم سلاحاً قوياً في المعارك المستقبلية ضد أي وباء أو جائحة، حيث يُمكن نشر التدابير الوقائية، وتمييز الأعراض، وأهمية التدخل الطبي في الوقت المناسب، حيث يكون المجتمع المستنير أكثر جاهزية لمواجهة التحديات التي يطرحها مرض غير معروف.

5- المرونة في الأنظمة الصحية

تعتبر المرونة والتكيف داخل أنظمة الرعاية الصحية أمراً بالغ الأهمية، وجزءاً ضرورياً من هيكل البنية التحتية الصحية لمواجهة “الوباء إكس”.

وتشمل هذه العوامل توفر الإمدادات الطبية الأساسية، والتخطيط لاستيعاب أكبر عدد من المرضى وضمان ترتيب الأوليات.