كي برس/بغداد

 

دشنت السعودية أول دار سينما في البلاد بعد حظر استمر 40 عاما في حفل حضرته شخصيات أجنبية ومسؤولون كبار . ويأتي هذا الافتتاح في إطار الإصلاحات التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتحديث المملكة السعودية المحافظة، بعد السماح للمرأة بقيادة السيارات والاختلاط بين الجنسين وتنظيم حفلات عامة.

افتتحت السعودية الأربعاء أول دار سينما بالبلاد لتنهي حظرا دام نحو 40 عاما في إطار حملة يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتحديث المملكة المحافظة.

وحضر مسؤولون كبار بالحكومة وشخصيات أجنبية وشخصيات مختارة من قطاع الترفيه حفلا خاصا لمشاهدة فيلم “بلاك بانثر” على شاشة ضخمة بقاعة في الرياض.

وقال آدام آرون الرئيس التنفيذي للشركة المشغلة لدور السينما أيه.إم.سي. أنترتينمنت القابضة إن التذاكر ستطرح للبيع للجمهور غدا الخميس على أن يقام أول حفل عام يوم الجمعة.

وأضاف لرويترز “سيتمكن السعوديون الآن من الذهاب إلى دار سينما جميلة ومشاهدة الأفلام بالطريقة التي يفترض أن يشاهدوها بها: على شاشة ضخمة”.

وانطلقت الاحتفالات في بهو دار السينما عندما أعلن آرون ووزير الإعلام السعودي التدشين الرسمي لدار السينما وتقدما إلى قاعة العرض التي تسع 450 شخصا.

ويمثل افتتاح السينما معلما جديدا في إطار الإصلاحات التي يتولاها ولي العهد بهدف تغيير نمط حياة السعوديين الذي كان يميل للانعزال وتنويع اقتصاد أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.

وخفف الأمير محمد بن سلمان بالفعل بعض القيود خلال العامين الأخيرين شملت السماح بتنظيم حفلات عامة والسماح للمرأة بقيادة السيارة والاختلاط بين الجنسين.

وكانت المملكة حظرت دور السينما في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي تحت ضغوط من المحافظين.

ومع ذلك ظل السعوديون متابعين نشطين لوسائل الإعلام والثقافة الغربية. ورغم الحظر على دور السينما، يشاهد السعوديون في المنازل الأفلام الأمريكية والمسلسلات التلفزيونية الأمريكية على نطاق واسع.

كانت الحكومة السعودية قالت في العام الماضي إنها سترفع الحظر عن السينما في إطار إصلاحات تهدف لإبقاء أموال السعوديين في الداخل بدلا من إنفاقها على رحلات ترفيه إلى دبي والبحرين وغيرها من المناطق.

وتخطط السلطات لإقامة نحو 350 دار سينما تضم أكثر من 2500 شاشة عرض بحلول عام 2030 لخدمة السكان البالغ عددهم أكثر من 32 مليون نسمة جلهم من الشباب تحت سن 30 عاما وذلك على أمل تحقيق مبيعات تذاكر بنحو مليار دولار سنويا.

وقال مصدر مطلع في الشهر الماضي إنه لن يتم الفصل بين الجنسين في دور العرض على عكس معظم الأماكن العامة الأخرى. وقال وزير الإعلام عواد العواد اليوم الأربعاء إن دور السينما ستكون مشابهة لغيرها من الدور في أنحاء العالم.

وستخصص العروض الأولى على الأرجح للأسر، ولم تتضح الصورة بعد بشأن نطاق الرقابة لكن مسؤولا سعوديا قال إن نفس نسخ الأفلام التي تعرض في دبي أو الكويت ستكون مناسبة للجمهور السعودي.

وعبر الكثير من السعوديين عن سعادتهم خلال انتظارهم حفل الافتتاح ونشروا على وسائل التواصل الاجتماعي عبارات الثناء وصور ولي العهد .

وأعرب آخرون عن ارتباكهم تجاه ما وصفوه بتحول كبير ومفاجئ من جانب الحكومة بشأن السينما وقال مستخدم على تويتر “تذكروا أنكم ستقفون أمام الله… وسوف تتحملون ذنوب كل الذين سيشاهدون هذه الأفلام”.

ويقول محافظون إن الأفلام من دول عربية أخرى أكثر ليبرالية مثل مصر قد تنتهك المحظورات الدينية. ويعتبر آخرون السينما والتمثيل عملا لا يتوافق مع الإسلام.

وقال عواد العواد إن الحكومة ترغب في خلق فرص استثمارية.

وأضاف الوزير قائلا “نرحب بشدة بكل من يرغب في القدوم والاستمتاع بمشاهدة الفيلم في دار السينما… وبالنسبة للذين لا يرغبون في مشاهدة الأفلام نهائيا فهذا هو خيارهم الشخصي”.