كي برس / بغداد

القى رئيس التحالف الوطني  عمار الحكيم خطاباً مهما حدد فيه اولويات المرحلة المقبلة وتحدياتها ، مجدداً تأكيده على ان قائمة تيار الحكمة {118} ستكون المفاجئة في الانتخابات القادمة ، فيما شدد على عدم السماح باستمرار التوافقية السياسية على حساب الخدمات وفرص العمل الحقيقية للشباب .
وذكر  الحكيم في خطاب الشباب والتغيير ” انه لمن دواعي سروري ان أقف اليوم بين ثلة طيبة من شباب الحكمة أخوة واخوات … لأخاطب من خلالكم شباب العراق أينما كانوا ، كما اخاطب عوائل الشباب واهليهم ومن يحرص على مستقبلهم وعلى حقهم في حياة سعيدة وكريمة.. وأقف اليوم لأشارككم تطلعات شعبنا نحو المستقبل.. نحو دولة مقتدرة تحقق العيش برفاهية في العراق … بلد الخيرات والفرص.. بلد الثروات والنعم”.
واضاف ” يا شباب العراق.. يا مستقبلنا وعزنا وفخرنا في هذا البلد.. نعلم جيدا ما هي احلامكم.. ونعلم جيداً ما هي تطلعاتكم نحو الغد القريب.. وندرك حجم العقبات التي تواجهكم وأنتم في مقتبل اعماركم وعنفوانكم في الحياة”.
وتابع ” تفصلنا عن ملحمة التغيير أياما معدودة.. وفي ظروف بالغة التعقيد والحساسية.. وهنا اود الاشارة بصراحة.. وبما يحتم عليَّ ضميري تجاه بلدي وشعبي ، لأبين بعض الامور الهامة وفي هكذا مرحلة مصيرية من عمر التجربة السياسية في العراق، وهي ان النظام السياسي القائم على التوافقية لم ينتج عملية خدمية حقيقية وإصلاحا اقتصاديا فاعلا في البلاد.. ولم يُمكًن الشباب من اخذ فرصهم الحقيقية داخل الدولة والمجتمع.. وهو يتطلب اجراء تعديلات جذرية لواقعنا الانتخابي.. ونظامنا السياسي .. وانهاء التعيينات بالوكالة.. وتفكيك الدولة العميقة التي اضرت بالبلاد .. ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.. وتقليل الامتيازات الكبيرة للمسؤولين على حساب الشعب .. فلا شيء يقارن بخسارة الشباب وطموحهم نحو المستقبل”.
وبين السيد عمار الحكيم ان ” المسؤول الذي يتكلم بلغة {السين وسوف}.. وهو جالس على كرسي المسؤولية طيلة أربع سنوات بلا انجاز كافي ولا مراجعة حقيقية.. هو مسؤول مخادع ولا يمكن الاعتماد عليه.. وسنعمل على تغيير هذا الواقع بكل ما أوتينا من قوة.. فقد مللنا التبريرات والحجج، واثبتت التجارب العملية في هذه الدورة ان المشكلة في حقيقتها ليست مشكلة موارد بقدر ما هي مشكلة ادارة هذه الموارد بالطريقة الصحيحة, ولنا الفخر اننا قدمنا رجالا استطاعوا تحقيق الانجازات الكبيرة بالرغم من شحة الموارد المتاحة .. فليس امامنا الا اعتماد العمل والميدان وتجربة غير المجرب والمجرب الناجح وتمكينه في خدمة الشباب والشعب”.وشدد ” لن يكون العراق العوبة بيد الاجندات الخارجية.. فالعراق لأهله وشبابه.. ولن نسمح بالنيل من سيادة العراق وقراره السياسي المستقل حتى لو كلفنا ذلك حياتنا.. فأرواحنا رخيصة امام كرامة العراق وسيادته”.

ونوه الحكيم الى ان ” المعادلة السياسية التي لا تنتج فرص عمل للشباب.. ولا تحقق تطلعات الشعب نحو حياة كريمة.. ولا تصون سيادة العراق وامنه القومي.. هي معادلة فاشلة لا تستحق التجديد.. ولن نكون طرفا في أي معادلة سياسية فاشلة .. ولن نسمح باستمرار التوافقية السياسية على حساب الخدمات وفرص العمل الحقيقية للشباب”.
واستطرد بالقول ان ” الحكومة المقبلة يجب ان تكون حكومة فرص العمل والوظائف.. حكومة المصانع والبنى التحتية.. حكومة التطوير الزراعي ومعالجة مشاكل المزارعين.. حكومة التعليم والصحة والخدمات.. حكومة البناء والأعمار.. حكومة الانتعاش الاقتصادي والاستثمار ودعم القطاع الخاص.. حكومة دعم وحماية المنتوج الوطني.. ولن نسمح بتشكيل حكومة الكواليس والصفقات.. بل سندعم الحكومة التي تعلن بشكل واضح وصريح وكيف ستتعامل مع بطالة الشباب في بلد النفط والخيرات”.
ولفت  الحكيم الى انَّ” العَجزَ الاقتصادي الذي نعانيه اليوم تتحمله السياسات الفاشلة التي أوصلتنا لنكون بلداً مستهلكاً غير منتج… بلداً يوزع ميزانيته رواتباً لموظفيه كي نشتري بها سلع الدول المجاورة ..! فلا يمكن للعراق ان يُعيد هيبته بين الدُّول وهو ما زال لا يأكل مما يزرع ولا ما يحتاجاليه.. وعلى الآخرين ان يتحلَّوا بشجاعة الاعتراف وجُرأة المراجعة .. واؤكد من جديد بان تيار الحكمة الوطني سيعتمد البرنامج الخدمي المقيد بأسقف زمنية واضحة في التنفيذ معيارا لاختيار رئيس وزراء الحكومة المقبلة.. ولن نساوم على ذلك بأذن الله تعالى”.
واشار الى ان ” التهاون في محاسبة الفاسدين والمقصرين.. ومن تسببوا في هدر الاموال وضياع الفرص.. وعدم تمكين الخيرين وأصحاب التجارب الناجحة في مواقع المسؤولية هو أحد الأسباب الجوهرية لما يعانيه شعبنا اليوم من حالات السخط والتذمر ، ولن نسمح مرة ثانية بتجاهل الناجحين والمخلصين والوطنيين في تمكينهم بمواقع الخدمة والمسؤولية.. فالمرحلة المقبلة هي مرحلة رجال الميدان وأصحاب الإنجاز.. لا أصحاب الشعارات والمزايدات”.

ووجه  الحكيم خطابه لمن لم يقرر المشاركة في الانتخابات حتى الآن بالقول “عدم مشاركتكم تعني انكم تضعون انفسكم في مقعد المتفرّج وستكون الساحة خالية للأحزاب السياسية وجمهورها. ان العراق اكبر من ان تتقاسمه الاحزاب السياسية بمفردها ، انتم من يغير المعادلة ويصنع الفارق، والسنوات الأربع الماضية كافية لتقيموا من كان في السلطة أهو ناجح ام فاشل ؟. شاركوا في الانتخابات بقوة وعزيمة وازيحوا الفاشلين وتمسكوا بالناجحين وامنحوا الفرصة للوجوه الجديدة والشبابية . انه زمن الحسم لا زمن التردد ، انه زمن التوكل لا زمن الاتكال ، انه زمن التفاؤل لا زمن الأحباط. فاحسموا امركم وتوكلوا على ربّكم وثقوا بأنفسكم وتفائلوا بمستقبلكم فالنصر يصنعه المتفائلون الواثقون لا المحبطون المترددون “.
واوضح ” لا تنتخبوا من يخضع للأجندة الخارجية في قراره السياسي، ولا من يستجدي المال من الخارج، ولا من يتاجر بالمقدسات، ولا من يهدر المال العام من اجل الانتخابات، ولا من يستعمل خطاب الكراهية والتحريض تجاه الآخر من ابناء شعبه “.
وواصل مخاطبا الشباب بالقول ” يا شباب العراق.. يا امل العراق وفخره.. اقولها اليوم واني على ثقة ودراية باننا ومن خلالكم .. نغير واقع الصفقات والتسويات السياسية.. ونحقق منطق الأغلبية الوطنية في تشكيل الحكومة الخدمية ، بكم يا شباب العراق نكسر قواعد الفشل وافتعال منطق الازمات والحجج.. ونفاجأ الفاشلين والعاجزين وأصحاب الاجندات الخارجية بما ستحققونه من نتائج في ١٢/ أيار بأذن الله تعالى ، وبكم يا شباب العراق نكسب معركة الرهان مع أولئك الذين راهنوا على التوهين بقدراتكم وحماسكم وأنتم اسود الميدان. وبكم يا شباب العراق نكشف زيف المحبطين، وأصحاب الاشاعات والاستطلاعات الكاذبة.. ونثبت لهم واقع المفاجآت التي وعدنا بها من اليوم الاول من انطلاق الحملة الانتخابية… قلتها سابقاً واكررها اليوم ان قائمة الحكمة ستكون المفاجئة في الانتخابات القادمة بأذن الله تعالى “.
وشدد الحكيم مخاطبا شباب تيار الحكمة ” يا شباب الحكمة في كل مكان.. في بغداد الحبيبة و البصرة الفيحاء .. يا شباب النجف وكربلاء وبابل والديوانية .. يا شباب المثنى وذي قار وميسان .. يا شباب واسط وديالى وصلاح الدين.. يا شباب نينوى والانبار وكركوك وكردستان .. هبوا لنصرة مشروعكم وانتصروا له.. فانه يومكم.. وهي فرصتكم”.
واضاف ” انزلوا الى الازقة والنواحي والمتنزهات وحيثما يتواجد الناس … شاركوا شعبكم أحلامكم وتطلعاتكم نحو المستقبل.. بينوا لهم مشروعكم واشرحوا لهم رؤيتكم نحو عراق مستقل ، مستقر، قوي ومزدهر .. كونوا مثالا للأخرين في الميدان والخدمة والتواضع… علموا الاخرين كيف يُصنع النصر في زمن التحدي..
وختم بالقول ” كيف يُخلق الامل في زمن التشويه.. كيف تُمنح الفرص في أيام المحن.. امضوا ببصيرة ويقين.. فان النصر حليفكم بأذن الله.. وان المفاجآت ستتحقق على ايديكم.. لأنكم اهل لها.. ولأنكم صادقون مع ربكم ومع أنفسكم وشعبكم.. وتحبون بلدكم. اثبتوا للعالم اجمع ان شباب العراق كدها.. وإنكم ابطال التغيير والمفاجآت.. فبكم ينتصر العراق.. وبكم نحسم المعركة مع الفاشلين والعاجزين.. وبكم يا شباب العراق.. نغير ونغير ونغير.. واحنا كدها”.انتهى